سعيد باشا الصليبي الفواعير من رجالات الاردن الافذاذ ولد سعيد باشا الصليبي الفاعوري في مدينة السلط عام 1878، و كان سيعد باشا الصليبي من أبرز زعماء عشائر السلط ، نشأ الصليبي في مدينة السلط درس في الكتّاب تعلم القراءة والكتابة والحساب وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة الروم الأرثوذكس في حي الخضر بمدينة السلط، حيث تمكن من إنهاء المرحلة الرشدية، أي الابتدائية، وقد تزوج بفتاة من عائلة الحمصي، وكان من ثمرة هذا الزوج أربعة أولاد: بهجت، عزت، رفعت، محمد، وابنة واحدة هي السيدة فائزة. تمكن سعيد باشا الصليبي من بناء مكانته الاجتماعية، وتكريس حضوره الفاعل كأحد رجالات السلط الأفذاذ، فقد أنتخب رئيساً لمجلس بلدي السلط، وذلك عام 1918 خلال فترة الحكومة العربية في دمشق، وكان معه في عضوية هذا المجلس كل من: فرح أبو جابر، مصطفى الكردي، محمد الرشدان ومفلح المصطفى. وفي الدورة التالية من عام 1919 إلى عام 1920، تولى رئاسة مجلس البلدية بعضوية: فلاح الحمد، محمد صادق مهيار، صالح خليفة، عواد الكردي ومحمد رشدان. بعد خدمته في بلدية السلط كرئيس لمجلسها، لم يجد في نفسه غضاضة بالمشاركة في المجلس البلدي كعضو خلال الفترة 1925 – 1927 برئاسة نمر الحمود، وأيضاً خلال الفترة 1927 – 1928 و1929 – 1930 برئاسة عبد الله الداود. عاد سعيد باشا الصليبي، وفاز بانتخابات رئاسة مجلس بلدي مدينة السلط عام 1947 – 1951، وعمل بمعيته في عضوية المجلس كل من: راجح المفلح، سري البسطامي، إبراهيم قطيش، عبد الله الفرح، محمد الساكت، عبد الحليم الحديدي وعبد الرحيم السالم الحياري، وكانت له لمسات واضحة في تنمية وتطوير مدينة السلط، فخلال عمله رئيساً للبلدية، قام شخصياً بشراء لوازم بناء مدرسة السلط، من مدينة حيفا الفلسطينية حيث رافقه في هذه المهمة السيد علاء الدين طوقان، وقد ساهم جميع وجهاء السلط بجهود بناء المدرسة وتمويلها، حتى أصبحت رائدة المدارس في الأردن، وأول مدرسة ثانوية في شرق الأردن، حيث خرج الرعيل الأول وما تلاه من رجالات الأردن، في السياسة والاقتصاد والتربية، والمجالات الأخرى، كما عمل على شراء « ماتور « من مدينة بيروت، لضخ المياه من أجل تزويد أحياء المدينة بمياه الشرب بشكل بالطرق الحديثة. وقد دعي للمشاركة في « الصلحة « بين العشائر الاردنية خاصة قبيلتي بني صخر وبني حسن، والتي أقيمت في دمشق، وقد تحولت الصلحة إلى مؤتمر سياسي، حيث صدر عنها بيان سياسي تضمن رفض تقسيم البلاد العربية بالإشارة إلى اتفاقية سايكس – بيكو، ورفض الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقد طالب البيان بعودة ياسين باشا الهاشمي إلى عمله رئيساً لديوان الشورى الحربي. وكان قد تقلد بعض الاعمال الحكومية الوظيفية منها انه كان مفتشاً في مالية مدينة الخليل. وفي فترة الحكومة العربية في دمشق، تم انتخابه عضواً عن السلط في مجلس الشورى في العهد الفيصلي، غير أن هذه الحكومة لم تعمر طويلاً، فقد حلت بعد احتلال الفرنسيين لدمشق، وقامت في البلقاء حكومة محلية لإدارة شؤون المنطقة، بعد الفراغ السياسي والإداري، حيث اختير عضواً في المجلس الشورى لهذه الحكومة، وهو المجلس الذي ترأسه متصرف السلط مظهر رسلان، وكان ذلك في شهر آب عام 1920. خاض سعيد باشا الصليبي التجربة السياسية، وساهم في تأسيس هذا الحراك السياسي الوطني المبكر، حيث خاض انتخابات أول مجلس تشريعي أردني، وفاز عن مدينة السلط عام 1929، وفي مجال الأحزاب السياسية، فقد كان عضواً منتخباً في اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب عام 1933، وأصبح نائباً لرئيس المكتب الدائم العام للجنة التنفيذية، توفي سعيد باشا الصليبي عام 1951. | المصدر د. محمد المناصير