الشيخ المجاهد فواز باشا البركات الزعبي -شيخ الرمثا والزعبيه وابرز شيوخ حوران شهدت الرمثا في العام 1838 م ولادة فواز بركات الزعبي، الوليد الذي كان قدره مع الزعامة ومعاركة الأحداث الجسام، فهو الذي ولد وترعرع في فترة حاسمة عصفت بالمنطقة والعالم بأسره، ولما كانت زعامة العشيرة في عائلته، رُبّي تربية خاصة أخذته من شقاوة الطفولة إلى عالم الرجال، وهو بعد في بواكير عمره، فأدخل إلى الكتاب ليتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، على يد الشيوخ ،عندما كانت الكتاتيب تلحق بالمساجد في الغالب، ومع وجود بعض المدارس الحكومية، كان طلاب هذه الكتاتيب يلتحقون بالمدارس إن أسعفتهم الظروف، وقليلاً ما كانت تتاح لهم هذه الفرصة، فالتحق فواز الزعبي المنذور لقيادة عشيرته والمنطقة بالمدرسة الحكومية. لقد اكتسب فواز متطلبات الزعامة من أعمامه وبخاصة عمه الشيخ (فندي الزعبي) الذي اصطحبه معه في كافة المناسبات العشائرية والرسمية، هذا بالإضافة إلى ما تميز به فواز منذ صغره بسمات القيادة، من فطنة وذكاء وطلاقة لسان وكرم، وعندما شبّ وقوي عوده نصّبوه شيخاً وزعيماً، تتجاوز زعامته حدود عشيرته الكبيرة، فلقد كان الشيخ حينها بمثابة حاكم محلي مفوض، فهو يقوم بحل المشاكل والقضاء بين المتخاصمين، وإصلاح ذات البين وجمع الضرائب إبان الحكم العثماني، فلقد كان الشيخ فواز دائم الحركة وواسع الاطّلاع لما يجري في المنطقة، وكان على صلة وثيقة بزعماء حوران أمثال فارس الزعبي وسليم الزعبي وإسماعيل الحريري ومصطفى مقداد وغيرهم. لم يكن الشيخ فواز زعيما عشائريا على حـوران فحسب، بل كان قائدا سياسيا وعسكريا، خطط ونفذ لعشرات المعارك في العهدين العثماني والفرنسي، وتشهد له معارك درعا، وغزالة، وغباغب، ونوى، والدالية الغربية بالإضافة إلى معركة ميسلون الشهيرة.