في عيد ميلاده الستين" العام 1995، أقيم احتفال كبير، في المركز الثقافي الملكي، القى الشاعر حيدر محمود هذه القصيدة، التي أبكت المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، تأثرا بما حملته أبياتها من مضامين:
مع الحسين ولدنا: نحن، والوطن
ولن يفرقنا عن بعضنا الزمن
توحد الكل فيه، فهو خافقنا
ونحن خافقه•• والروح، والبدن
على خطاه مشينا، والزنود على
زنديه، تحضن زنديه•• وتحتضن
وتتقي محن الدنيا•• بعزمهما
وهل -بغير يديه- تتقى المحن؟!
وهل، الى غير عينيه، وهدبهما
تأوي؟! اذا عاندتها ريحها السفن؟!
لقد رأى دائما، ما لا يرى، وله
نبض يحس•• بما لا تسمع الأذن!
وليس يمنح سر الكشف، غير فتى
حر، ومؤتمن•• والحر يؤتمن••
في قلبه ألف شمس لا تغيب، ولا
يعيق اشراقها هم، ولا حزن
ولا يكون زعيما•• في عشيرته
الا الكريم الحليم الصادق الفطن
ويولد الشهم شهما، والوفاء كما
لون العيون: وراثي، ومختزن! يا سيد الشرفاء القابضين على
جمر الحمى•• حسبهم من ضرعه اللبن
وحسبهم منك هذا الحب، فهو لهم
زاد الرضا، ولباس العز، والسكن
وهم يحبونك الحب الذي نبتت
على نداه جنان، وانبنت مدن
وليس، الا به تصفو النفوس، ولا
يبنى على الخوف، إلا الخوف والضغن
والخائفون من الحكام، ما عرفوا
طعم الأمان، ولا حكامهم أمنوا! ولا تزال الفتى، يا شيخ ديرتنا
بصبرك الهاشمي، الصبر يقترن
ومن رأى غده، من قبل موعده
كانت له ريحه، والبحر، والسفن!
وقد ولدت غدا، فالعمر يبدأ من
عمر "الحسين"، ومنه يبدأ الزمن
•• وقد ولدنا معا•• روحين في جسد
فنحن أنت•• وأنت القائد الوطن
المصدر : الحقيقة الدولية – الدستور