تدفق للسلط عدد لا بأس فيه من الزوار والمستشرقين عبر التاريخ كانوا قد مروا ومكثوا فيها لأكثر من هدف ومنهم بيركهارت (زار السلط عام 1812م واوليفانت الذي زار السلط عام 1879م وجمال الدين القاسمي الذي مر بالسلط عام 1903 و فرير الذي زارها عام 1905م وغيرهم وغيرهم .
وهذا لا يعني ان كل من مر على السلط قديما من المستشرقين والرحالة وقد يكونوا بالمئات قد دونوا ملاحظاتهم أو مشاهداتهم ، لذلك اقول بتجرد وشفافية ومع احترامي لكل من كتب وأرخ لمدينة السلط وواقعها المعاشي القديم مستشهداً بكتابات المستشرقين حول المدينة وأهلها، بأنه هناك نقص وشرخ كبير عن التأريخ الحقيقي الاجتماعي والسكاني لمدينة السلط ، لإعتماد المؤرخين المباشر على كتابات المستشرقين ولدي تحفظ كبير حول ذلك .
عدد قليل من مؤرخي مدينة السلط على وجه الخصوص قد تناولوا الوثائق العثمانية كنموذج للوثائق ذات الأهمية العالية والفوائد الكثيرة، لأنها تغطي فترة زمنية طويلة ، ولا يخفى على الجميع من حيث المبدأ العام أهمية الوثائق وهي للأسف لا تجد العناية والاهتمام المناسبين، ومن المؤسف أيضا يوجد من يسعى لإتلاف الوثائق الأهلية التي ورثها عن الآباء والأجداد؛ بحجة انتهاء صلاحيتها، وهذا خطأ شنيع يقع فيه البعض بسبب قلة الوعي بأهمية الوثائق ومع هذا فإن الوعي بدأ ينتشر وتتسع رقعته نسبيا ولله الحمد بين بني جلدتنا.
فالوثائق تعد مصدرا مهما لكتابة التاريخ، وهي أصدق الدلائل وأوثقها إن لم يشوبها شائبة،وقد لا يدرك البعض الأهمية الحقيقة لدراسة هذه الوثائق والصحيح أن موضوع الوثيقة نفسها قد لا يكون ذا أهمية كبيرة من الناحية الرسمية كإثبات الملكية أو الحقوق وما شابه ذلك...فهي تمثل مصادر تاريخية موثقة لكثير من النواحي الغامضة من الحياة العامة في التاريخ المحلي.
بحيث أن هذه الأوراق والمخطوطات العائلية في كثير من الحالات هي أصدق مائة مرة من وصف أجانب المدينة ومستشرقيها والذين كتبوا عنها حسب أهوائهم ورغباتهم ومعتقداتهم وان كثيرا من المصادر للأسف لا يجب ويمكن الركون إليها في كتابة تاريخ السلط ، بل ولعلها تصبح مصدر تشويه وتشويش وتحريف، فكل ما يتعلق بدراسة تاريخ المدينة لا ينبغي أن يركن فيه للأيديولوجية ولا للميل العاطفي أو كما يطلق عليه بالعامية ( القيل والقال ) وبغض النظر عن صاحبه"
هذه الوثيقة المرفقة من اصل 220 وثيقة ومخطوطة نادرة لآل عطية في مدينة السلط أقدمها من العام 1770 ميلادي، وهذه الوثيقة المرفقة مؤرخة من العام 1830 ميلادي وهي تصف وتشرح مالم يستطع وصفه لا مستشرق ولا مؤرخ ولا رحالة فهي تعكس وتحاكي واقع الحال الموثق، و جانباً أساسياً من جوانب الحياة اليومية في مدينة السلط أبان عهد السيطرة العثمانية ، وللٍأسف لم تؤكد شهادات معظم الرحالة الأوربيين ولم يشر العديد منهم الى تجارتها النشطة، وكونها ملتقى مهم للتجار وأنها تمتعت بمركز تجاري مهم طيلة عهد السيطرة العثمانية تقريباً، وكانت التوثيق على درجة عالية من الدقة لكافة المعاملات من البيع والشراء وعقودها وسنداتها،وتحديد مكان السكن وغيرها ، دليلا واضحا على أن المدينة كانت تتمتع بكافة صفات ومميزات المواطنة ووجود قاضي وشهود وسجلات وغيرها .