176/206

السراج ( نبيل عماري ) إلق نظرة عابرة على أشياء موجودة لدى ومنها سراج الكاز القديم (البنورة ) وهو عنوان مقالتي ومقدمة حديثي وحبي للتراث وكل شيء قديم وخاصة هذا القنديل الشعبي الجميل الصامت فشعرت بحنين حقيقي للماضي فالسراج المملوء بالكاز يشدني الى منتصف الستينات ليبصم بفتيلتة القماشية وزجاجتة هنا عادت بي الذكرى ألى الخامس من حزيران من عام 1967 والتعتيم الأجباري بعد طحن حبات النيلة ومزجها بالماء ودهن زجاج الشبابيك فيها دررء للغارات الجوية وهنا يأتي دور السراج بين ليل مكهرب وصوت الراديو بالبيانات العسكرية والأغاني الوطنية والقومية وهدوء ووجوه مشدودة وتتقرب للأتي فالسراج يعطيك راحه للنفس وسكينة ويعطيك بيانا أن الجو غير عادي هنا تأملت وجه أمي من ضوء السراج قلق مع حنان وترقب وجدتي يعجبها المنظر والصمت كونها تعودت على تلك الحالة تلك أول مرة أوعى على السراج ولكن بصورة حرب وترقب وأنتظار فصار الفانوس يمثل حقبة وحياة عشتها ورأيتها مع أنه يذكرني بشيء محزن ونكسة ولكن يبقى ضي السراج يجعلنا نقول بأن الحق ساطع وربما تذكرنا بقصة ديوجين الحكيم الذي كان يجوب كل شوارع روما وهو يحمل فانوسه المضيء نهارا لبيحث عن الحقيقة حسب أعتقاده فالفانوس هو زمر حي لطرد العتمة وأظهار الحقيقة

Source - المصدر : التاريخ الأردني
Pinterest Twitter Google

>