زمان / نبيل عماري وفي حارتنا القديمة يجلس الختيارية من أقارب وجيران وبجانب دكان الحاج محمد يلعبون طاولة الزهر او لعبة النقلة او المنقلة والسيجة ويحتسون الشاي المنقوع الفراشة الغامق المدبس تحت شمس الزرقاء الدافئة يتحدثون ويلعبون ومن يخسر يشتري باكيت سلفانة عادة تنتهي لعبتهم بمعركة كلاميه و هنا يتدخل الوسطاء لأنهاء الأشكال .... ولأن قلوبهم طيبة لا تعرف الحقد كفيله بمحي كل أنواع الزعل فيعودون مثل السمن على العسل واكثرهم يتحدثون في السياسة ( فكرك العرب بذربوا ) ويفتحون الراديو أبو جلدة ناسيونال يقربون أذانهم اليه ويسمعون أذاعة لندن ومديحة رشيد المدفعي وأفتيم قريطم وماجد سرحان ويسمعون هنا لندن والله ماحدا بحكي الصح ألا أذاعة لندن يتكهنون متى المعركة القادمة بعد نكسة 1967 ويسمعون صوت العرب وأغاني تدعو للأمل مثل أغنية كل ما أملي معايا وفي أيدي سلاح تثورهم تلك الأغنية وبحماس يرددون العرب رح يعطوهم الصاع صاعين ينتهون من الأخبار يا زلمة دور ع سميرة توفيق يا بو قضاضة بيضا ويتحدثون عن الشتا واللزبات والمواسم وشولات القمح والمد والصاع ويضعون في جيوبهم العميقة كميات من الفستق والقضامة يتسلون ويدرومون وهنا يمر بائع الخضرا يتفرسون ما بجعبتة من جزر وخيار وخضار ورقية أنه بداية الموسم أي الربيع . لم تعجبهم ما يحمل من خضار فيرجعون الى مقاعدهم و كراسي القش المجدولة أو كراسي مصنوعة من كراتين البيض الفارغة فيأتيهم ابو سركيس الأرمني مرحبا عرب أنتي كيف حال فينزعجون ولكنهم يعرفون أن ابو سركيس وجاره الشركسي يؤنثون المذكر ويذكرون المؤنث . وهنا يبدأ بالتمازح والحزازير وسواليف كلها عن حياة فلان وعلان وهنا يصيح أحدهم أحكولنا عن واحد طيب .يستمرون بالجلوس والتسامر حتى تغيب الشمس والحاج محمد صاحب الدكانة يسجل على دفترة المهترىء ويبل قلم الكوبيا بريقة طلبات الختيارية من بزر وقضامة وفستق سوداني وكازوز كأن اليوم يبدأ عندهم مقابل الدكان وينتهي بنفس المكان *

Source - المصدر : التاريخ الأردني
Pinterest Twitter Google

>