99/206

مذاق الماضي ( نبيل عماري ) حاسة الذوق وهي تبدأ مع الطفولة حين يميز الطفل الطعم فمع الحلو يفرح ومع المالح ينزعج ومع الحامض يشعر بالقشعريرة ولتلك الحاسة أنواع فمنها المرغوب ومنها والغير مرغوب والأخيرة بدأت مع الطفولة بضرورة تناول كأس حليب مضافاً أليه بيضة نيئة وحبة من زيت السمك، ولحاسة المذاق ذكريات تبدأ جميلة وأنا في بدايات الدراسة وبعد حرب عام 1967 حين كنت في المدرسة كنا نتناول وجبة غذاء مكونة من فاصوليا بيضاء تأتينا بصفائح كبيرة مضافاً إليها صوص البندورة والزبدة ورغيف خبزبصحن ألمنيوم يتم تسخينها بطناجر كبيرة يومياً وما زال طعم تلك الفاصولياء على رأس لساني حسب القول الشائع، وحاسة الذوق والطعم مرتبطة بحدث معين أو مكان معين أو مطعم معين فالمكان المعين هو البيت ومذاقات طبيخ الأم الذي لا يعلى عليه من رغيف الخبز حتى اللبن المشخول وعروسة اللبنة المدحبرة مع حز بطيخ او جبنة بيضاء اروع من عشاء ملوكي والكبة النيئة بلحمها البلدي والحشوة وأكلها باليد بعد تكبيبها وطعم الملفوف البلدي خاصة أيام الشتاء البارد هي ومرقة العدس وغيرها من تلك المذاقات الرائعة،أما مذاق المكان وهي الحصن بطعم الجلاتون الرائع هو والمرار والشماليخ كأنها لب من الخس إلى طعم الجعابير اللذيذ والحروش والبطيخ والذي كان يزرع بكثرة في الحصن وبزره الأسود طيب المذاق بعد التحميص ألى صواني الدجاج بالطابون مضافاً إليه السمن البلدي والبصل وطعم الخبز الرضافي الطيب وطعم العلت والخبيزة والدريهمه البعل وطعم الفقوس الرائع وأكلة كعاكيل ساخنة أنها الجنة لا محال، أما الحدث فهو مذاق الفرح بمنسف عرس أو حلوة نجاح وبقعدة جميلة وسفرة متنوعة )إجزم وإعزم ( إلى مذاق قهوة الصباح والتي قيل فيها: أنا المحبوبة السمرا اجلى بالفناجين وعود الهند لي عطرٌ وذكري شاع في الصين أما مذاق المطعم فهي المطاعم الشعبية والتي كانت منتشرة في الزرقاء حيث لم نكن نعرف فيما يسمى الوجبات السريعة سوى مطعم واحد بجانب سينما النصر )كويك ميل( ومن أشهر تلك المطاعم مطعم المرحوم أبو أحمد في حارة العمامرة في الزرقاء و وحمصه الشهي المصنوع يدوياً وكذلك فوله وفلافله الرائعة المذاق حيث ترى الناس على الدور وخاصة أيام الجمع صباحاً وهم بالبيجامات لشراء الحمص والمسبحة ولم يقتصر الأمر على مطعم ابو أحمد بل هناك ساندويشات أبو وجيه وسندويشات بيت الدرج مقابل بوابة المعسكر الشهية وطعم وحلاوة كنافة الحشوش والقاضي ومحل العوامة المقابل لحلويات القاضي ولكن هنالك الكثير من المذاقات والتي مازالت بالبال لغايات الأن مثل طعم الكيكس والدحدح وكرابيج والقشطة بالعسل المصبوغ باللون البرتقالي والأحمر وراس العبد ومذاق العنبر الأحمر وشوكلاتة مترو وتويست وطعم الكعكبان وهو يذوب بالفم وطعم شراب الفزز الشهير. كم انت جميل أيها الماضي بكل شيء فيك.

Source - المصدر : مشاركه من نبيل عماري
Pinterest Twitter Google

>