المسجد الزيداني ..
معلم ديني وتراثي في بلدة تبنة
يعد المسجد الزيداني في بلدة تبنة في لواء الكورة ، احد ابرز المعالم التراثية الدينية شمالي المملكة ، الذي بناه
احمد ظاهر الزيداني قبل 239 عاما على نمط المساجد العثمانية القديمة عام 1770 عندما اتخذ من البلدة
مركزا لحكمه في المنطقة.
وبنى الزيادنة فيما بعد سورا حول القرية القديمة وقلعة عسكرية ، ما تزال معالمها شاهدة على حصانة البلدة
عسكريا انذاك لارتفاعها المميز عن بقية قرى المنطقة ولصعوبة اختراقها الذي تفرضه طبيعة موقعها
الجغرافي.
وتعددت استخدامات المسجد بعد ذلك وحتى تأسيس الامارة ، واستخدم اضافة لاقامة الصلاة للتعليم على ايدي
من كانوا يسمون بالكتاتيب لعدم توفر مرافق تعليمية انذاك ، لكن المسجد الذي تهدمت بعض اركانه جراء
عوامل طبيعية بعد منتصف القرن الماضي تم هجره وبقيت اجزاء من السقف والجدران والمكونات الداخلية له
صامدة في وجه التحديات.
وقبل نحو اربع سنوات استعاد المسجد امجاده بعد ان بادرت جمعية اصدقاء الاثار في الكورة انقاذ المسجد من الانهيار الكامل واعادة ترميم قبته واقواسه الداخلية وعامود الارتكاز في
وسطه ، كما تم اعادة بناء الجدران وتدعيمها بجدران اضافية لتبقى صامدة وشاهدة على عراقة الماضي التليد
لتبنة التي تعتبر مركزا لعدة تجمعات سكانية في الكورة تعود جذورها الى عدة عشائر بارزة في المنطقة.
وجرى ترميم المسجد من ذات الحجارة التي بني بها اول مرة وباشراف هندسي من جامعة العلوم والتكنولوجيا
حيث تمت اعادة بناء محرابه ودرجه الداخلي الذي كان المؤذن يصعد بواسطته الى سطح المسجد لرفع الاذان
دون الحاجة الى مكبرات الصوت ، كما اعيد ترميم بئره التخزينية وساحته.
وكان للموقع المرتفع للمسجد دوره في وصول الاذان لاهل البلدة وكذلك لابلاغهم بالتعاميم الرسمية وغير
الرسمية ، على ما ذكره عدد من كبار السن في البلدة.
ويقف المسجد الزيداني اليوم شامخا حيث يطل على قرى الكورة ومرتفعات الضفة الغربية